التسامح فطره بشريه ملازمة لطبيعتنا البشرية ,والانتقام مناف لهذه الفطرة ,والوسيلة الوحيدة لدفع الشر هي المزيد من الإحسان .
فما أجمل أن تبدأ صباحك بالابتسام في وجه أخيك وان تبادر بمصالحته وإن أخطاء في حقك فخيركم من يبدأ بالسلام . فأذا بدأت نهارك بالتسامح وغفران أخطاء الآخرين , فسيصبح الكون في نظرك أكثر جمالاً , وقلبك أكثر اتساعاً .
ويقول العلماء أن التسامح يعزز الطاقة الروحية في الجسم ويغمر القلب بالاطمئنان والسعادة ,أما الكراهية فتستنزف هذه الطاقة .
ويقال أن التسامح ملك في زي رجل مسكين ,والانتقام مسكين هزيل في زي عفريت , ومن يرفع راية الحب بين الناس يتبعه الناس ,ومن يواجههم بالانتقام والكراهية ينفرون منه ,يقال إن رجلاَ قدم إلى عمر بن عبد العزيز , وأسمعه مايكره فقال له: ((سامحك الله ,إنما أردت أن يستفزني الشيطان بعزة السلطان ,فأنال منك اليوم ما تناله مني غداَ ,فنصرف إذا شئت )).
والاختلاف بين ابشر أمر طبيعي ,لا بل يكاد يكون حتمي , وهذه سنة إلهيه حيث بين الله سبحانه وتاعلى أن الناس في اختلاف وأنهم لايزالون كذلك .
واختم موضوعي بطريف مايروى عن الداعية الشيخ محمد متولي الشعراوي (رحمه الله) أن منزله تعرض ذات يوم للسرقة , فتقدم بشكوى للشرطة ,وبعد التحقيق اشتبهوا بأحد العاملين في منزله فأحالوه للقضاء , فأعترف المتهم بجريمته أمام القاضي , فوبخه القاضي وأغلظ له القوول وذكره بالمعاملة الحسنة التي يلقاها في منزل مستخدمة الشيخ الصالح ,وقال له: (( صدق من قال : اتق شر من أحسنت إليه )) فاستأذن الشيخ الشعراوي الذي كان يحضر المحاكمة القاضي قائلاً: أرجو ياصاحب الفضيلة أن تكمل هذا القول المأثور )) فقال القاضي: (لا أرى له مايكمله ) فقال الشيخ: (( بل أنه في الأصل : اتق شر من أحسنت إليه بدوام الإحسان )).
وفي الأخير أخي وأختي :
سامحتكم من غير علمكم .. فسامحوني حتى لو لم تعرفونني .. سامحوني حتى لو انكم تعتقدوا بأنه ليس هناك داع للتسامح .. فقط سامحوني .. اريد منكم الدعاء الخالص من القلب