كالغضب هو ..
أن تكون ضالاً .. وسط أشعة النور ..
و أي ضال .. فأنت مغضوبٌ عليك ..
الغضب هنا .. تواجد بسبب ضلالك في " كون " نفسك ..
تائه في دروب هذا الكون ..
جاهل بمعالمه و نواحيه ..
يائس في أن تجد لسفن آمالك بر ..
و علي رغم ذلك تتجاهل حقائق واقعك ..
و تحاول النجاح في الواقع العام ..
فكيف لك أن تصيب في خارج عالمك ..,
و أنت مخطأ في داخله ..
و فوق هذا .. تغدو طبيعيا .. تتمني و تحلم ..
أي أماني تتمناها ..
و أي أحلام تلك التي يروي عنها خيالك ..
لا أنكر انك إنسان ..,
من حقه أن يتمني و يحلم ..
و لكن .. أفتتمني السعادة و أنت غريق .. فكيف ..
ما تمنيته لم و لن يصيب ..
فلا الوقت ولا المناسبة سوف يسمحان بذلك ..
حقاً .. إنك الضال ..
لأنك كنت .. ضال في نفسك ..
و لم تكلفك هي عناء الحصول علي الهداية فيها ..
و جئت لكون غيرك باحثاً عنها ..
الأكيد في الحالتين هو أنك لن تجدها أبدا ..
أو حتى تلمح أشعتها النورية بأطراف رموش عينك ..
و هذا لأنك لا تستحقها ..
و لكن و مع ذلك مازال .. لك الأمل ..
إذا .. كنت تملك القدرة علي إزالة الغمامة ..
الغمامة التي جعلتك في عز النور ..,
توهم بأنك في مكان مظلم ..
و من ثم يعود النور لحدقة عينك المتسعة ..
التي ظلت علي حالتها فترة من الدهر ..
باحثه باتساعها عن أي بشير .. لحفنة نور ..
فتضيق هي .. و تدرك أنت .. قدر جهلك ..
و يبدأ الندم في الإنبات .. ثم التفرع داخل نفسك ..
و حينها تكون حقا أهل للأحقية ..
الأحقية التي سوف تجلب لك الهداية ..,
علي طبق من ذهب ..
الهداية التي كانت محور حياتك .. أيها الضال ..
كانت كذلك و تكون و سوف تكون ..
فأنت و هي إن كنتما علي خلاف أو اتفاق ..,
فكل منكما لا يحيا و لا يبقي بدون الآخر ..
إذن فالحياة لك ..,
و البقاء لها ..
و ما يبقي .. هو الفناء ..
و سوف يكون من نصيب .. الغضب ..
الذي تواجد في بداية الأمر ..
كان هذا الغضب صادر عن .. النور ذاته ..
و كان لآثار صدوره هذا ..,
انك أيها الضال قد تعرضت .. لظلام النور ..
حقا .. قد آسيت ..
لذلك كن دائما علي حذر من غضب الغاضب ..
و خاصة .. إن كان هذا الغاضب .. هو النور ..
// ~ ~ ~ ~ //
لكل حي .. روح ..
و لكل روح .. نسبة من الغضب ..
تصدر تلك النسبة .. أحياناً ..
فكي لا نكون عرضة ..,
لتلقي أو إصدار نسبة مجهولة من الغضب ..
علينا ان نكون دائما ..
مشعلين لمصابيح الهداية