الأهـلي يهزم الزمالك3/4 ويتوج بطلا لكأس مصر في مباراة دخلت التاريخ!
شكرا للاعبي الفريقين علي هذا الأداء الأوروبي.. كنتم ريال مدريد وبرشلونة!
لو أن ناقدا أو خبيرا في الكرة المصرية توقع قبل نهائي كأس مصر أن ينتهي اللقاء بفوز الأهلي علي الزمالك3/4, وأن تشهد المباراة تلك الإثارة وهذا الأداء الرائع من الفريقين, ومن الأهلي خصوصا, لقلتم أنه' مجنون'.. فمن كان يصدق أننا سنشاهد سبعة أهداف في المباراة ؟
انا شخصيا لا أصدق, ولا أحد يصدق, أننا كنا أمام مباراة أوروبية, كأنها بين ريال مدريد وبرشلونة.. هل كنت أحلم ؟
إنها أفضل مباراة في تاريخ لقاءات الأهلي والزمالك.. ولن أبالغ أذا قلت أنها واحدة من أحسن مباريات تاريخ كرة القدم في مصر.. تلك المباراة دخلت التاريخ, بقوتها, وبنظافتها, وبأداء الفريقين الرائع, وبالروح الرياضية التي سادت, وبالتشجيع المثالي, وبالمشاهد الحضارية التي ترجمت في تحية جمهور الزمالك لفريقه, وبعدم يأس الأهلي أبدا, علي الرغم من تقدم الزمالك وأنه بادر بالتسجيل.. تلك المباراة كانت دراما حقيقة,' فيلم أكشن', فيلم بوليسي أجنبي, فحتي اللحظة الأخيرة لم نعرف علي مدي120 دقيقة من يحل اللغز.. من يكسب.. هل يتعادل الزمالك في اللحظات الأخيرة ؟ هل يضيف الأهلي هدفا خامسا ؟
إنها مباراة لاتصدق..! لقد كنا نتساءل كل فترة: هي النتيجة كام كام.. فالأهداف كثيرة, والفرص غزيرة, والمحاولات لاتتوقف من الطرفين, لكن في النهاية فاز من إستحق, ومن لم يعرف اليأس, ومن سيطر ونظم صفوفه أكثر ؟! مبروك للأهلي والزمالك هذا المستوي الرائع, ومبروك الأهلي بطولته الأولي بعد المائة والفوز بكأس مصر اتصالات ومبروك للكرة لمصرية, فتلك المباراة أعطتنا الأمل في إننا نستطيع أن نلعب كرة حقيقية وجميلة.. فقط إذا أردنا!
الأهداف:
** هدف عمرو زكي: في الدقيقة50 تلقي عمرو زكي كرة طويلة بدت ميتة لا أمل منها, إلا أن مهاجم الزمالك المقاتل لم ييأس, وقفز وسط النحاس وشادي والحارس أمير, وحولها برأسه في المرمي الأحمر..
** هدف عماد متعب: في الدقيقة56 تلقي تمريرة بالرأس من فلافيو, وجري بالكرة وسط حراسة من أحمد عبدالرءوف, وسدد متعب قذيفة مسجلا هدف التعادل.
** هدف شيكابالا: في الدقيقة64 تلقي شيكابلا الكرة وهو ناحية اليمين, وراوغ, بالحركة نحو اليسار أمام الصندوق, وسدد قذيفة أرضية لولبية ساحرة من أول لعبة, مسجلا هدفا جميلا.
** هدف أبوتريكة: في الدقيقة87 تلقي أبوتريكة الكرة بعد فاصل مراوغة من عماد متعب المغرد الي شوقي ومنه الي أبوتريكة الذي حولها مباشرة في مرمي عبدالمنصف, مسجلا هدف التعادل.
** هدف جمال حمزة: في الدقيقة التاسعة من الشوط الثالث تلقي جمال حمزة الكرة من شيكابالا, وبسرعة وقوة سدد قذيفة سكنت شباك أمير عبد الحميد كأن حمزة يقول لنا أنه موجود.. أو كأنه يقول' أنا أسجل إذن أنا موجود'!
** هدف أسامة حسني(1): في الدقيقة الأولي من الشوط الرابع تلقي أسامة حسني كرة عرضية من ساحر الأهلي أبو تريكة, وحولها في المرمي برأسه, مسجلا هدف التعادل.. وكأنه يعتذر عن الهدف الضائع, لكن أسامة كان إعتذاره بليغا.. كيف ؟!
** هدف اسامة حسني(2): في الثانية من الشوط الرابع تلقي أسامة حسني الكرة من متعهد الفرص والتمريرات أبوتريكة, وتقدم حسني وأخترق وسدد وسجل, ونظرت حولي في تلك اللحظة لمتابعة حالات الإغماء!
التغييرات:
{{ لعب أحمد عبدالرءوف بدلا من وسام العابدي المصاب, في بداية الشوط الثاني, وبعدها توالت التغييرات, فلعب شيكابالا بدلا من إمام, ثم في الأهلي لعب أسامة حسني بدلا من فلافيو, ولعب أحمد شديد قناوي بدلا من إسلام الشاطر.. ولعب أسامة حسن بدلا من تامر عبدالحميد.. ولعب أحمد صديق بدلا من حسام عاشور في نهاية المباراة.
فيلم المباراة
{{ كنا أمام مباراة مفتوحة من بدايتها فيها جوهر كرة القدم وهو الصراع والندية, الفارق من البداية كان في التكوين وفي أرقام الطريقة فالأهلي لعب بنفس تشكيل وطريقة مباراته مع الإسماعيلي هل كانت تدريبا لمواجهة الزمالك أم هي ظروف اللقاء واللاعبين الجاهزين!
{{ التكوين كان وفقا لطريقة2/1/4/3 ثلاثة مدافعين اساسيين هم النحاس وشادي محمد وأحمد السيد وفي الوسط الرباعي إسلام الشاطر وشوقي وعاشور وبركات في الجهة اليسري وامامهم أبوتريكة ثم رأسا الحربة متعب وفلافيو.. أما الزمالك فكانت طريقته مختلفة قليلا في الأرقام فهي1/2/4/3 ففي الدفاع الثلاثي وائل القباني والصفتي ووسام العابدي وفي الوسط طارق السيد وعلاء عبدالغني وتامر عبدالحميد وحازم إمام وأمامه جمال حمزة ثم عمرو زكي وكانت علامة الاستفهام الوحيدة هي عياب ساحر الفريق شيكابالا لكنها وجهات نظر!
{{ اقترب الأهلي في الشوط الأول إلي مرمي الزمالك لكنه انذار بالخطر وليس فرصة كاملة فالفرصة في تعريفها الصحيح هي التي تكون في قلب المرمي بنسبة احتمال تهديف تتجاوز60 أو70% لكن يبدو احيانا أن الفرصة بالفرصة وكان البادئ هو الأهلي بكرة ضلت قدم متعب من تمريرة ارسلها أبوتريكة الذي لعب بحرية في نصف ملعب الزمالك ثم رد عمرو زكي الذي حولها مباشرة إلي مرمي أمير عبدالحميد لتمر بجوار القائم هذا هدف جميل لم يهز الشباك ولاننا في قمة الصراع وقمة الكرة المصرية رد محمد أبوتريكة بقذيفة رائعة تصدي لها محمد عبدالمنصف بمنتهي اليقظة والبراعة!
{{ كان أبوتريكة هو محور هجمات الأهلي بالاختراق من العمق أو التمرير السريع المباشر إلي متعب وفلافيو لكن الأهلي أيضا تميز بالمساندة القادمة من الخلف فعلها أحمد السيد مع بركات في الجبهة اليسري وعماد النحاس من العمق وحسام عاشور مع فلافيو وهكذا كان هجوم الفريق اختراقا مباشرا ومن أهم تلك الاختراقات إنطلاق فلافيو وانفراده بمرمي الزمالك في نهاية الشوط لكنه سدد أرضية هزيلة متهادية علي يمين عبدالمنصف!
{{ أما الزمالك فكانت هجماته سريعة وخاطفة فلاتمرير قصير ولاتحضير كثير واستغل الفريق مساحة في الناحية اليمني التي يتقدم فيها أحمد غانم سلطان وهو صاحب التمريرات العرضية الخطيرة بينما حد الثنائي شادي والشاطر من خطورة انطلاقات طارق السيد من الجبهة اليسري!
{{ كان شوطا جميلا فاللعب مفتوح والهجمات المتبادلة والفرص كثيرة والاثارة سائدة وكان ناقصا الأهداف تري ماذا حدث في الشوط الثاني.. وهل واصل الفريقان هذا الاداء القوي؟!
{{ الاحتياجات أصبحت معكوسة في الشوط الثاني من أجل تطوير الهجمات بالفريقين.. فالزمالك كان عليه التركيز أحيانا علي العمق, بينما الأهلي يحتاج إلي تطوير وتشغيل جبهة بركات.. إلا أننا نشعر بمتعة الصراع.. بين أكبر فريقين عربيين ومصريين, بصدق كأننا في مباراة أوروبية بين ريال مدريد وبرشلونة.. فهذا الهجوم الجارف من الطرفين لابد أن يسفر عن أهداف.. وقد حدث!
{{ وسط تلك الأهداف التي زادت من المساحات, كانت هناك بعض الفرص الأخري, منها واحدة لأبوتريكة من الوضع منفردا في قلب الصندوق الأبيض, والتغييرات كانت سريعة ومؤثرة في الفريقين, إلا أن جوزيه اضطر الي زيادة عدد المهاجمين, بتحرير بركات من واجبات الجبهة اليسري, ونقله الي اليمين, ليلعب بحرية كما جرت العادة, ودفع بشديد قناوي في مركز الظهير الأيسر.. وسيطر الأهلي علي وسط الميدان, وشن هجوما ضاغطا بحثا عن التعادل, وكاد عماد متعب أن يحققه, حين راوغ نصف مدافعي الزمالك لكنه سدد في قدم عبدالمنصف.. لكنني أتوقف أمام الهدف الضائع الأكيد الذي أهدره أسامة حسني في الدقيقة80, فقد مرر إليه أبوتريكة الكرة من لمسة ساحرة, ليجد أسامة حسني نفسه وجها لوجه مع عبدالمنصف, فتوقف وركز ونظر واختار الزاوية التي يسجل فيها ولكنه وضع الكرة خارج المرمي وسط ذهول جمهور الأهلي وجمهور الزمالك وذهوله هو شخصيا!
{{ كل من تابع المباراة كان لديه هذا الشعور بأن الأهلي يقترب من التعادل, علي الرغم من مضي الوقت, وجري الدقائق, فقد واصل ضغطه بلايأس, وكان تغييرات جوزيه موفقة لأنها منحت فريقه حيوية وديناميكة في الطرفين, لاسيما شديد قناوي, بكراته العرضية, بجانب إنطلاقات صديق وبركات من الجبهة اليمني, ومساندة شوقي وأبوتريكة من الخلف ومن القلب.. خاصة أن دفاع المنافس يرتبك ويفقد تمركزه أحيانا أمام هذا الضغط الأحمر المتواصل.. إلا أن الزمالك بدوره لم يسكت ولم يقبل بسيطرة الأهلي, لكنه لعب بطريقة اقصرالطرق إلي مرمي المنافس هو الخط المستقيم, فلاوقت للتحضير, وهذا أحرز هدفه الثالث مثل الاول والثاني!
{{ الشوط الرابع كان مذهلا في إثارته, سجل حسني هدفان, وتصدي قائم الأهلي لهدف ضائع من عمرو زكي, فالهجمات لم تتوقف, والصراع لم يتوقف, وسعي الفريقان للفوز بالبطولة لم يتوقف, والإثارة لم تتوقف, ولأول مرة منذ سنوات طويلة نشعر جميعا بالتعب ونحن نتابع مباراة محلية, من فرط الجري الذي قطعه نجوم الفريقين.. وتنتهي المباراة وأنا وانت ونحن لانصدق أنها كانت مباراة في الكرة المصرية