[url=]
[/url]
في واحدة من أقوى وأصعب مباريات الدوري الإسباني هذا الموسم، نجح فريق ريال مدريد في الفوز بلقب الدوري الإسباني لأول مرة منذ أربعة أعوام، بعد فوزه على ضيفه مايوركا بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، في اللقاء الذي أقيم مساء الأحد، في ختام الأسبوع الثامن والثلاثين الأخير للبطولة، وهي المرة الثلاثين التي يفوز فيها ريال مدريد بلقب الدوري الإسباني (الليغا).
بدأ الفريقان اللقاء بقوة، وبدا واضحاً منذ بداية المباراة رغبة ريال مدريد في إحراز هدف مبكر يضمن به الفوز، وبالتالي الفوز بلقب الدوري، بغض النظر عن نتيجة مباراتي منافسيه برشلونة وإشبيليه، واعتمد الفريق على الهجوم المنظم والضربات الحرة التي قام بتنفيذها الإنكليزي ديفيد بيكهام، وكادت الدقيقة الأولى أن تشهد مفاجأة كبيرة، حين انفرد أحد مهاجمي مايوركا بمرمى إيكر كاسياس حارس ريال مدريد، وسدد الكرة ولكنها ارتطمت بالقائم الأيمن للمرمى وخرجت إلى ضربة ركنية.
ولكن على عكس سير اللقاء، فقد تقدم مايوركا في الدقيقة 16 بقدم لاعب الوسط فيرناندو فاريلا، إثر تمريرة من الفنزويلي خوان فيرناندو أرانغو، انفرد فاريلا على أثرها بمرمى كاسياس وسدد الكرة في الشباك، وهو أول أهداف فريق مايوركا في مبارياته الأربع الأخيرة في الدوري.
ومني ريال مدريد بخسارة كبيرة في الدقيقة 32، بخروج هدافه الهولندي رود فان نيستلروي اضطرارياً للإصابة، ونزول المهاجم الشاب غونزالو هيغواين بدلاً منه، كما أجرى مايوركا تغييراً اضطرارياً في الشوط الأول أيضاً، بعد إصابة مدافعه البرتغالي خوسيه نونيز، حيث غادر الملعب ولعب بدلاً منه إيفان راميس.
وبعد خروج نيستلروي واصل الفريق الملكي ضغطه الهجومي، عن طريق الاختراق من الأجناب والتمريرات العرضية، ولكن لم يثمر هذا الهجوم عن أهداف نتيجة تسرع المهاجمين، حتى انتهى الشوط الأول بتقدم مايوركا بهدف نظيف.
وفي الشوط الثاني استمر التوتر غالباً على أداء لاعبي ريال مدريد، مع مرور الوقت وبالتالي ابتعاد البطولة عن أيديهم، وكانت أخطر كرة منذ بداية الشوط ضربة حرة في الدقيقة 57 لعبها بيكهام من الناحية اليسرى بشكل رائع، دارت في الهواء وارتطمت بعارضة مرمى مايوركا وارتدت إلى داخل الملعب.
وخرج بيكهام في الدقيقة 65، لينهي آخر مبارياته مع الفريق، قبل الرحيل إلى الولايات المتحدة للانضمام إلى فريق لوس أنجلوس غالاكسي، ونزل بدلاً منه المهاجم أنطونيو رييس، وبعدها بدقيقتين نجح البديل في إحراز هدف التعادل لريال مدريد، من كرة عرضية لعبها البرازيلي روبينيو من جهة اليسار، وصلت إلى رييس أمام المرمى فسددها بسهولة محرزاً الهدف الأول لأصحاب الأرض.
بعد التعادل استعاد لاعبو ريال مدريد توازنهم النفسي، وواصلوا هجماتهم على مرمى مايوركا، بينما واصل دفاع الفريق الضيف استبساله للحفاظ على النتيجة، مع لجوئه إلى الهجمات المرتدة القليلة، وسدد روبينيو كرة رائعة في الدقيقة 79، أخرجها الحارس مويا إلى ركلة ركنية، وجاء من هذه الركلة أغلى أهداف ريال مدريد هذا الموسم، برأس المالي مامادو ديارا، الذي ارتقى للكرة وسددها برأسه محرزاً هدف التقدم لريال مدريد.
وفي الدقيقة 83 أضاف رييس الهدف الثاني له في المباراة والثالث لفريقه، من تسديدة مباشرة من خارج منطقة الجزاء، بعد أن هيأ له روبينيو الكرة، وسددها رييس مباشرة في الزاوية العليا على يمين الحارس مويا، لتبدأ احتفالات جماهير العاصمة الإسبانية بالفوز قبل أن تنتهي المباراة، واستمر احتفال اللاعبين باللقب الغالي بعد المباراة مع جماهيرهم في ملعب سانتياغو برنابيو.
فوز عريض لبرشلونة دون جدوىوفي لقاء ثان، تبددت آمال فريق برشلونة في الاحتفاظ باللقب، واكتفى بالمركز الثاني، رغم فوزه الكاسح على مضيفه جمناستيك تاراغونا فريق الذيل، بخمسة أهداف مقابل هدف واحد.
بدأ اللقاء بداية قوية وحماسية من جانب لاعبي برشلونة الذين حاولوا أن يحرزوا هدفاً مبكراً ليبسطوا سيطرتهم به من البداية، ويزيدوا به الضغط النفسي على لاعبي ريال مدريد في الجهة الأخرى.
وكانت البداية الحقيقية في الدقيقة الخامسة، عندما وصلت الكرة للظهير الإيطالي زامبروتا على يمين منطقة جزاء جمناستيك، فمررها مباشرة للمهاجم الكاميروني صامويل إيتو، الذي لم يتوان في إيداعها المرمى، ولكن الحكم لم يحتسب الهدف بداعي تسلل زامبروتا، بعد ذلك بدقيقة واحدة رفع النجم البرازيلي رونالدينيو كرة عرضية متقنة، أخرجها دفاع جمناستيك إلى ضربة ركنية قبل أن تصل إلى الأرجنتيني الصاعد ليونيل ميسي.
هدأ اللقاء بعض الشئ بعد ذلك، واستمرت محاولات برشلونة الاختراق من الناحية اليسرى، مع الاعتماد على لعب كرات عرضية مفاجئة، للمنطلق من الخلف أياً كان إيتو أو ميسي، وبالفعل من واحدة من هذه الكرات رفع رونالدينيو كرة متقنة إلى إيتو المـتأهب، ولكن حكم اللقاء عاجله بصافرة بحجة وقوعه في مصيدة التسلل، وبدا من هذه الكرة اعتماد جيمناستيك بشكل كلي على مصيدة التسلل.
وفجأة ودون سابق إنذار اشتعلت مدرجات مشجعي البارشا حماساً في الدقيقة 16، وكان ذلك بسبب نجاح ريال مايوركا في التقدم بهدف على ريال مدريد.
وبدا أن حماس المتفرجين قد انتقل إلى الملعب، حيث ازدادت محاولات لاعبي برشلونة كثافة ودقة على مرمى جمناستيك، وبالفعل في الدقيقة التاسعة عشرة وصلت الكرة إلى إيتو على حدود منطقة الجزاء الذي سددها قوية اصطدمت بالعارضة، وشعر الجميع بعد هذه الكرة أن الهدف الأول لصالح الفريق الكاتالوني قد اقترب بشدة.
ولم تمر على محاولة إيتو سوى ثواني معدودة، عندما وصلت الكرة إلى البرتغالي ديكو، الذي مررها من لمسة واحدة إلى ميسى المتواجد على يمين منطقة جزاء جمناستيك، ولم يفكر ميسي كثيراً، فمررها مباشرة وذكية إلى المدافع كارلوس بويول المتقدم من الخلف والخالي من الرقابة، الذي لم يتوان في إيداعها المرمى، معلناً تقدم برشلونة بهدف في الدقيقة 20.
لم يهدأ لاعبو برشلونة بعد الهدف، فقد شعروا أن ما اعتقدوا أنه بعيد أصبح في المنال، وبالفعل استمرت المحاولات تارة من اليمين عن طريق ديكو، وتارة عن طريق رونالدينيو الذي مال ناحية اليسار، وفي الدقيقة 27 وصلت الكرة إلى رونالدينيو، الذي رفعها متقنة على رأس إيتو فوضعها بقوة داخل المرمى، إلا أن الحكم أفسد فرحة المهاجم الكاميروني مرة أخرى، حيث لم يحتسب الهدف الثاني لبرشلونة بداعي التسلل.
واستمرت محاولات برشلونة لإحراز هدف التعزيز، ومن إحدى هذه المحاولات وصلت الكرة إلى الرائع ميسي على يمين منطقة الجزاء، الذي اختار أن يعتمد على مهارته، ورفض تمريرها إلى إيتو في هذه المرة، وبالفعل تقدم ميسي ومر من أكثر من لاعب من مدافعي جمناستيك، ثم سددها متقنة بهدوء يحسد عليه على يمين روبن بيريز حارس جمناستيك، محرزاً الهدف الثاني لبرشلونة.
بعد هذا الهدف وتحديداً في الدقيقة 37 احتسب حكم اللقاء ضربة حرة مباشرة لصالح برشلونة، على حدود منطقة جزاء جمناستيك، تصدى لها رونالدينيو وسددها رائعة داخل المرمى محرزاً الهدف الثالث، وهو الهدف رقم 21 للنجم البرازيلي في الليغا، وبدا واضحاً بعد هذا الهدف أن لاعبي الفريق الكاتالوني يحاولون إنهاء البطولة بأفضل مستوى لديهم، ويحاولون إدراك اللقب في اللحظات الأخيرة.
هدأ الأداء تماماً بعد هذا الهدف، فلم تحدث أي خطورة تذكر بعد ذلك على المرميين، حتى أطلق حكم اللقاء صافرته معلناً نهاية الشوط الأول.
وبدأ لاعبو برشلونة الشوط الثاني بنفس القوة والتركيز، حتى أن الجميع خيل إليهم أن الشوط الأول لم ينته، وبدا واضحاً اعتماد المدرب الهولندي فرانك ريكارد تماماً على الثلاثي رونالدينيو وديكو وميسي في ضرب التكتل الدفاعي للاعبي جمناستيك، من خلال التمريرات القصيرة والسريعة، والتي لا تخلو من الإتقان والمهارة، ومن إحدى هذه الكرات في الدقيقة 50 وصلت الكرة إلى إيتو، الذي أحسن التصرف بمراوغة سيزار نافاس مدافع الفريق المضيف ومررها لديكو الذي سددها مباشرة لتصطدم بالحارس وتتهادى على خط المرمى، حتى وصل إليها ميسي مسرعاً ليضعها في المرمى محرزاً الهدف الرابع للفريق الكاتالوني والثاني له في اللقاء، ليزداد الضغط النفسي على لاعبي ريال مدريد المتخلفين بهدف في الجهة الأخرى.
وأخيراً في الدقيقة 55 تجرأ جمناستيك وهدد مرمى الفريق الضيف، عندما وصلت الكرة إلى المدافع خوسيه كالفو، الذي تقدم دون ضغط يذكر من لاعبي برشلونة وسددها أرضية قوية بجوار العارضة اليمنى للحارس فيكتور فالديس، وكان هذا هو الظهور الأول لحارس برشلونة منذ بداية اللقاء.
هدأ اللعب تماماً بعد ذلك، فقد حسم لاعبو الفريق الكاتالوني أمرهم وضمنوا الفوز بهذا اللقاء، وبدا للجميع أن بال كل من في الملعب مشغولاً بما يحدث في ملعب سانتياغو برنابيو، وبالفعل في الدقيقة 67 احتبست أنفاس كل المنتمين للفريق الكاتالوني، المتواجدين في ملعب نو استاديو، وكيف لا وقد نجح أنطونيو رييس في إحراز هدف التعادل لريال مدريد.
ويمكن القول أن هذه هي المرة الأولى للاعبي برشلونة التي يضطرون فيها للعب بقلوبهم وأعينهم أكثر من اللعب بأقدامهم، فقد أصبح الجميع ينظر حوله في الملعب نظرات شاردة في محاولة لمعرفة نتيجة لقاء مدريد وهل واصل لاعبو مايوركا الصمود أم أن مرماهم دك بهدف ثان.
ويبدو أن رونالدينيو أراد أن يخرج لاعبي برشلونة من هذه الحالة، فلعب ضربة مقصية مزدوجة في الدقيقة 76 مرت بجوار القائم بقليل ليضيع الهدف الخامس على برشلونة.
ووصلت المباراة إلى الدقيقة 80، وهي دقيقة رغم أنها خلت من أي خطورة حقيقية على المرميين، إلا أنها شهدت إحراز ريال مدريد لهدف الثاني عن طريق المالي مامادو ديارا، العائد من معسكر منتخب بلاده بأمر الفيفا، لتنتقل الدموع من مدريد إلى تاراغونا مقر الفريق المضيف.
وفي الوقت الذي حاول لاعبو برشلونة أن يمنوا أنفسهم بإحراز لاعبي مايوركا لهدف التعادل، جاءت الأخبار أن رييس أحرز الهدف الثالث للفريق الملكي، ليتأكد الجميع أن ريال مدريد قد سيطر تماماً على اللقب الأصعب في تاريخه.
ويبدو أن الحالة المعنوية السيئة للاعبي برشلونة أثرت على تركيزهم في الملعب، فقد استطاع مهاجم جمناستيك السويدي توبياس غران إحراز الهدف الأول لفريقه في اللقاء.
هدأ اللقاء تماماً بعد هذا الهدف وبعد تأكد الجميع من أن نتيجة هذا اللقاء ليست هي الحاسمة بأي حال من الأحوال للقب، وفي الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع أحرز الإيطالي زامبروتا الهدف الخامس لبرشلونة، لينتهي اللقاء بفوز الأخير بخمسة أهداف مقابل هدف وبحصوله على المركز الثاني في الليغا.
فياريال يهزم إشبيليه ويقفز للمركز الخامسوبقي إشبيليه ثالثاً رغم تجمد رصيده عند 71 نقطة، بعد هزيمته المفاجئة أمام ضيفه فياريال بهدف نظيف أحرزه المدافع الأرجنتيني فابريتزيو فوينتيس في الدقيقة 50، ورفع فياريال رصيده إلى 62 نقطة وصعد إلى المركز الخامس، لينال فرصة المشاركة في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي الموسم القادم.
واحتفظ أتلتيكو مدريد بالمركز السابع بعد فوزه خارج أرضه على أوساسونا بهدفين مقابل هدف واحد، حيث تقدم أتلتيكو في الدقيقة 38 بهدف للاعب الوسط الأرجنتيني ماكسي رودريغيز، وتعادل المهاجم الصربي المخضرم سافو ميلوسيفيتش لأوساسونا في الدقيقة 47، ثم عاود الفريق الضيف التقدم في الدقيقة 52 بهدف أحرزه مدافع أوساسونا ناتشو مونريال في مرماه.
وارتفع رصيد أتلتيكو مدريد إلى 60 نقطة، بينما تراجع أوساسونا إلى المركز الرابع عشر، بعد أن تجمد رصيده عند 46 نقطة.
وفقد ريال سرقسطة فرصة المشاركة في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي القادمة، بعد أن تراجع إلى المركز السادس، إثر تعادله بهدف لكل فريق مع مضيفه ريكرياتيفو هويلفا، الذي تقدم أولاً في الدقيقة الثالثة بهدف لمهاجمه خافي غيريرو، ثم تعادل الأرجنتيني الدولي دييغو ميليتو لسرقسطة في الدقيقة 75، وشهد اللقاء طرد جيرارد بيكي مدافع سرقسطة في الدقيقة 62.
وبقى هويلفا في المركز الثامن برصيد 54 نقطة، بينما ارتفع رصيد سرقسطة السادس إلى 60 نقطة.