رد فريق إي سي ميلان اعتباره وثأر لخسارة نهائي 2005 من ليفربول وأسقطه في نهائي 2007 بثنائية قابلها هدف شرف رفع إثرها كأس دوري أبطال أوروبا عالياً للمرة السابعة في تاريخه, بعد المباراة النهائية التي جرت بين الفريقين في العاصمة اليونانية أثينا.
افتتح إنزاغي التسجيل في الدقيقة 45 من الشوط الأول وأضاف اللاعب نفسه الهدف الثاني قبل نهاية المباراة بثماني دقائق, ثم قلص الهولندي ديرك كيوت النتيجة في الدقيقة 89.
الشوط الأول
انطلقت المباراة بأداء قوي وسريع من الفريقين بعكس توقعات المراقبين فكان اللعب مفتوحاً, دارت فيه الكرة كثيراً في أرجاء الملعب وبإيقاع عالٍ, لكن في الوقت نفسه شابه الكثير من العصبية والرزح الواضح تحت ضغط المباراة خصوصاً من جانب الفريق الإيطالي الذي وقع في المحظور مرات وتحديداً من جهة ظهيره الأيسر التشيكي يانكولوفسكي.
استحوذ الفريق الإيطالي على الكرة معظم فترات الشوط الأول إلا أن الخطورة كانت دائماً حمراء عنوانها الجناح البرازيلي النشيط والسريع جرمين بينانت بشكل أساسي, إضافة لطلعات النرويجي جون رايزي كثيراً نحو العمق الهجومي وصولات ستيفن جيرارد واختراقات الهولندي زندن المحدودة على الجهة اليسرى.
أولى فرص الشوط الأول, خطأ من يانكولوفسكي في الدقيقة 10 في الترويض مرر إثره جيرارد لبينانت داخل المنطقة والأخير من اللمسة الأولى أطلق أرضية صاروخية زاحفة فاستفاد ديدا من طوله الفارع في التصدي لها بعد ارتماء ممتاز حرم العقل المفكر رافا بينيتز فرحة كانت قريبة.
وبعد مرور سبع دقائق أطلق ميلان أول تصويبه شبه خطرة عبر نجمه الأول البرازيلي كاكا, الذي كتم تمريرة من يانكولوفسكي بصدره ثم أطلق تسديدة قوية من خارج المنطقة, أجبرت الحارس الإسباني لمرمى ليفربول خوسيه راينا على بذل بعض المجهود لصد الكرة.
بعدها تابع رجال بينيتز تفوقهم التكتيكي والنفسي والانضباطي مواصلين هجومهم فكانت تصويبة للإسباني كزافي ألونسو في الدقيقة 27 من خارج المنطقة نقصتها بعض الدقة, ثم تبعتها بعد عشر دقائق سلسلة تمريرات جميلة ختمها رايزي بمحاولة من داخل المنطقة اصطدمت بالدفاع.
وقبل أن تلفظ الدقائق الخمس والأربعين الأولى أنفاسها حصل كاكا على ضربة حرة غير مباشرة من حوالي 22 متراً إثر خطأ من ألونسو, انبرى لها اندريا بيرلو بقوة كبيرة فارتطمت بإنزاغي عن غير قصد وتحول مسارها بعكس اتجاه الحارس راينا الذي اكتفى بمتابعة شباكه تهتز وسط فرحة جنونية على دكة بدلاء الروسونيري.
الشوط الثاني
دخل الفريق الإنكليزي الشوط الثاني بقوة كبيرة فحاصر رجال انشيلوتي في منطقتهم وسط تراجع واضح وتكتيك دفاعي لا لبس فيه انتهجه الفريق الإيطالي معتمداً على المرتدات وسرعة ومهارة كاكا في خطف هدف ثانٍ إضافة لـ"سرقات" الزئبقي إنزاغي.
ولعل ميلان انتهج هذا التكتيك لسبب رئيسي هو تفوق لاعبي ليفربول البدني الواضح خصوصاً أنهم أصغر في العمر من نظرائهم في الفريق الإيطالي الذي اعتمد على خبرات لاعبيه الطويلة والانضباط التكتيكي في الخط الخلفي, رغم الهفوات الكثيرة, بقيادة كل من المخضرم الرائع باولو مالديني ونستا.
ومع سرعة دوران العقارب وفي ظل عجز لاعبي ليفربول على إيجاد الكثير من الحلول رغم سيطرتهم ومعاناة منافسيهم في الوقت ذاته في تنظيف منطقتهم, حاول بينيتز تدارك الأمور وقام في الدقيقة 59 بالدفع بلاعبه الأسترالي هاري كيويت مكان الهولندي زندن الذي أصبح خارج الخدمة في ظل تفوق رقيبه ماسيمو أودو.
وأمام استمرار المد الأحمر كثرت أخطاء لاعبي ميلان فكاد في إحداها ستيفن جيرارد أن ينجح في معادلة الأرقام حين استخلص من نستا وانطلق متوغلاً منفرداً في عمق المنطقة ثم حاول وضع كرة أرضية في باطن قدمه بعيداً عن متناول "الصاحي" ديدا الذي قرأ فكر منافسه وانقض عليها بثقة مبطلاً مفعول إحدى أخطر فرص المباراة.
واصل أبطال 2005 المحاولات في إسقاط دفاعات منافسهم في ظل صعوبات جمة ففعلوا كل شيء إلا التسجيل, من استحواذ وتناقل للكرات وتوزيع الهجوم على عدة محاور, وأمام هذا الواقع جرت الرياح بعكس ما اشتهى لاعبو بينيتز, حين مرر كاكا أمامية بينية ممتازة انفرد إثرها إنزاغي ضارباً التسلل فأسقط الحارس راينا وسجل الهدف الثاني الشخصي له ولفريقه مقصراً الطريق نحو الكأس.
لكن الإنكليز واصلوا رغم صعوبة الأمر هجومهم ونجحوا في إحياء آمالهم في الدقيقة 89 حين نالوا ركنية أسفرت عن تقليص النتيجة عبر الهولندي هاري كيوت إلى 2-1, إلا أن الوقت مضى كالبرق على الجماهير الإنكليزية, وثقيلاً على نظيرتها الإيطالية التي انفجرت بعد صافرة أعلنتهم ملوك الكرة الجدد في أوروبا.